عُرض ذلك المسلسل ،وتوقفت كل الأعمال أثناء عرضه ، وكأن هناك حدث جلل أصاب الناس ، أو أن كارثة ما.. حلّت بهذه المعمورة . كان الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن لميس كانت السكر بعينه ولم نجد الحدث بذلك المستوى الذي يدعو لكل هذا . لكننا شعب مغلوب على أمره يصيح وأفئدتهم هواء ، وتعجبه كل بارقة تلوح هنا وهناك . لم يقف الأمر عند هذا الحد بل أخذت الناس تتسابق في التسمية لمن يحلّ ضيفا عليهم وتقديم هذا الاسم هديّة لمن بُشّروا به . كل شيء نصدقه ، وكل شيء نتعايش معه طيباً كان أو عكس ذلك ، ولا يهم كان هذا مفيدا أو لافائدة منه . أيها الشعب البائس كفاك جهلا وكفاك إعجابا بمن لا يستحق .وكفاك انسياقا خلف كل شاردة وواردة . ليست لميس هذه ، ونور بذلك الجمال الذي يجعل الناس يهرعون إلى متابعة مثل ذلك المسلسل ولم نجد للجمال وصف فيهن أ والإعجاب بمن فيه ، وحتى لوكان ذلك ، أصبحت المساحيق اليوم كفيلة أن يعجب من لابصيرة له . حتى أصبحت لميس هذه صنم يعبد من الكثير . رأيت الكثير من البلدان العربية وهي لا تلقي لهذا بال عدا شعبنا الذي أخذ على عاتقه الإعجاب ، وقد يكلف البعض عناء السفر إلى هناك لكونه بلد لميس ونور ويحي ، ومن على شاكلتهم ، لعلها نوع من الدعاية للسفر والسياحة هناك و بكل أسف وجدت رواجا في سوقنا . بعض البلدان الأسيوية والغربية تحافظ أكثر منّا على عاداتها وتقاليدها وتحرص على الأسماء المشهورة لديها ، وتزيد من عناء البحث لكي تحضي بشرف تلك الأسماء . في اليابان لا توزع الصحف الغربية حتى تتم ترجمتها ، وفي المانيا لو تحدثت لغة غير لغتهم لن تجد من يلقي البال لك . تتحدث بعض الصحف عن حالات طلاق بين الزوجين لكون أحد الزوجين يرغب في تسمية لميس أو يحي لمن رزقوا بمولود أو مولدة . ومن هنا يحدث ما لايحمد عقباه . سبحان الله هل انتهت الأسماء ولم يبقى سوى هذين الأسمين . وهل هذا الشعب سيبقى دائما خلف كل إشاعة ودعاية ؟ وهل سنصدق ونعجب دائما بكل ما نرى ونسمع .؟ ونغدو إمعات خلف كل هذا؟ لكن صحيح أننا شعب تعيس وليس كلامي هذا بوجه العموم لكن الكثير انساق خلف ذلك المسلسل وكأنه نور وهدى أنزل علينا .