يعجب الإنسان عندما تظهر له أشياء لم تكن مألوفة له من قبل ، بل يزمجر ويتضجر ويسخط عندما يرى بعض من عذاب الله . هنا في مدينة الرياض ( مدينة الغبار ) لم نشهد لتلك العواصف الرملية كما نشهده الآن ، كانت تأتي لكنها على فترات متقطعة ، قد تكون مرة أو مرتين كل عام ، أما في هذه السنة تحديدا ، فلا يكاد يمر أسبوع إلا وكما قال تعالى : {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ }الأحقاف24وتلك الأتربة والغبار قد ضاق بها الناس ضرعا . لاشك أن البعض لهم تفسير آخر لهذا ، وهو( غضب الطبيعة ) لكنه عذاب الله عزو جل قال تبارك وتعالى : {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ }المدثر31. أمطار تارة وغبار تارة أخرى . لا نكاد نحس بلذة الطبيعة أو جمال ما تنبته الأرض حتى يأتي الله بما نراه من تلك الأتربة .التي لا نكاد نرى أيدينامعها ، ناهيك عن ما سببته من أمراض للبعض خصوصا ممّن يعانون من أمراض الربو الذي زاد بالبعض مع هذه الكارثة . جنود من جند الله لا يعلمهم إلاّ هو ، ولكن هناك أسباب تم بموجبها تسليط أولئك الجند علينا ، تارة مع غرق، وتارة بين ذرات الرمال المرسلة . ولو أن الناس على هدى لزادهم الله من فضله وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة ولكن سبحان الله هناك من يعذبه الله بالغرق وآخرون بتلك الأعاصير والأتربة . كان بودي أن تكون مدينة الرياض شبيهة لتلك المدن التي حباها الله بالجمال ، لنقول لها مدينة الجمال ، ولكن لله في خلقه حكمة لا يعلمها إلاّ هو.
. أسمعوا قول الحق تبارك وتعالى : {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً }الجن16