لوزدت بُني لزاد السّقا

غريزة أولجها الله قلب كل كائن بشري أو حيواني . أنا هنا أتحدث عن الجنس البشري ، أما الكائن الحيواني فليس لي علم عمّا إذا كان يعشق أم لا ... أرى عناق بين الجنسين وملاطفة ، لكنني أعتقد أنها تزول بعد التزاوج وتصبح في عالم النسيان ،عدا بعض الحيوانات الأخرى مثل الأسود وغيرها .
أما ما نحن يصدده هنا فهما حواء وآدم فهي كما أسلفت غريزة .مستمرة طوال الحياة ، ومنها صادقة ، ومنها زائفة لا أساس لها من الصحة . الدين الإسلامي وضع قوانين ومعايير لذلك الحب (متى نحب ، ومتى نتوقف عمّا نهانا الله عزوجل .) الشارع أيضا لم يتوانا عن تفسير بعض الآيات القرآنية والأحاديث الواردة في مثل هذا.
ما يندى له الجبين . غُرّر بالكثير من فتيات المسلمين وأصبحن في أيدي ذئاب بشرية ترتدي ثياب ، وقد نتج هذا التغرير ( سذاجة بعضهن ) ولم يلتفتن إلاّ وهن في أحضان تلك الذئاب ، بعد تربص دام فترة طويلة كانت أو قصيرة ، المهم أن ما قُدم لهن من طُعم تم التهامه . كلمات عذبة ومنمقة ومشاعر وأحاسيس حتى صدّقت تلك الفتاة المسكينة بما سمعت ،وقد يقسم لها أنه يحبها ، ويموت فيها وهو لا يعرف من الحب إلاّ اسمه ، وقد يعدُها بالزواج حتى غدت أحلامها وردية ، وهي تُعد العدة لذلك اليوم الموعود . يأخذ شيئا فشيئا حتى يتنصل عمّا قال من قبل بدعاوى وحجج واهية ، وهو لم يكن أصلا ينوي الزواج منها ، فكيف يتزوج بفتاة كانت معه كذا وكذا ، لكن ليأخذ منها ما يُريد ثم يرميها دون سابق إنذار.ديننا ولله الحمد لم يترك شيء إلاّ وحذر منه لكن ذلك الذئب قاسمها(أقسم لها ) حتى ظنت أن الأمر بات وشيكا ، ولم تدرك الأمر حتى وقع الفأس في الرأس . في هذه الحالة ضاع مستقبلها ، وذُم أهلها بل أصبح هذا الأمر تتوارثه الأسرة أب عن جد .
في نظري هذا الأمر له مسببات جليّة للجميع ، ولعل منها :
1ـ ضعف الوازع الديني لدى الطرفين ( الشاب والفتاة .)
2ـ ضعف الرقابة المفروضة للفتاة أو للشاب .
3ـ رفاق السوء المصاحبين للطرفين خصوصا الفتاة لكونها المعنية هنا بهذا الأمر .
4ـ الثقة الزائدة التي تُعطى للفتاة ،وترك الحبل على الغارب دون متابعة للأمر .
5ـ ما يُصب فوق رؤوسنا من قاذورات العالم ،واعتقاد بعض الفتيات أن الأمر في غاية السهولة ، وإنها حرية شخصية طبعا كغيرنا من البلدان الأخرى .
6ـ المخدرات التي زاد انتشارها خصوصا بين الشباب واعتقاد البعض أن تركها في غاية السهولة ،ومع فقدان الوعي مات الضمير .
7ـ غياب مشاركة الأم هموم ابنتها المشاركة الفاعلة ، ومتابعة تصرفاتها ،خصوصا في هذا السن (سن المراهقة .)
8ـ فقدان الفتاة للحنان المرتقب من الأسرة خصوصا من الأبوين وتجاهلهم لهذا الأمر ، ولكونها تفتقد ذلك فجهلها قد يدفعها للبحث عن البديل ،دون معرفة سلبيات ذلك البديل .
9ـ اعتقاد بعض الفتيات أن ما تقوم به تسلية وإنها تستطيع تركه متى أرادت .
لذا فنصيحتي لكل فتاة تخاف ربها أن تحرص على نفسها ولا تترك المجال لأحد حتى وإن كان الهدف مزاح أو تسلية .( فمع مرور الزمن تعتاد على تلك العادة المشينة .) والله يُنقذ بنات المسلمين من كل شر ومكروه وأن يهدي من ظل من شباب المسلمين ويعيدهم إلى الجادة ، فكل لديه محارم وليتق الله ربه فيهن ، والأيام دواليك ، وأعتقد أن مقولة ( لوزدت بُني لزاد السقا )
معروفة لدى الجميع .