عزيزي المواطن ...بل إحذر هؤلاء!!!!!!

عزيزي المواطن : ... بل إحذر هؤلاء !!

كتب أحد الزملاء مقالا إستعرض فيه – وبأسلوب ساخر- الزيادة المفاجأة في رواتب الأطباء الغير سعوديين مقارنة برواتب الكادر الطبي السعودي ! وما يترتب على ذلك من تأثيرات سلبيه لسنا بصدد حصرها !! ... وعليه نقول أن الحذر كل الحذر من صناع القرار الذين حملوا الأمانه , وأعطيت لهم صلاحيات تعديل القرارات , وابتكار ما يمكن ابتكاره من تنظيمات تراعي بديهيات العمل من جوانبه المتعدده!

ومن المسلمات أن قرارات هذه اللجان لن تفسد بسهوله , فكل شيء عندنا بأجره , وأن تكون عضوا في لجنه يعني – غالبا – أنك أضفت مصدر دخل مشروع يضاف إلى ما تتقاضاه أصلا من دخل ثابت , بالإضافة إلى كونك أحد صناع القرار الذين يشار إليهم بالبنان!!. وصانع القرار رجل موثوق به , ويملك صلاحيات استثنائيه لتمرير قرارات لا تستدعي - غالبا- تدخلا من مرجعه الملقب ب (صاحب الصلاحيه )!! ... ولأن صاحب الصلاحيه شخص غارق حتى النخاع في صلاحياته وما يتبعها من ردود أفعال ونتائج وتعقيدات إداريه.... فإنه لايجد وقتا كافيا لمراجعة ماخلصت إليه اللجنه من قرارات – و في أفضل الحالات سيمنحها الثقه , أو يعيدها مرة أخرى للمراجعه !!

ولأن قرار زيادة الرواتب كان عبارة عن جزئين متكاملين يشمل الطبيب السعودي والطبيب الغير سعودي , ولأن من بيده مفاتيح خزائن الأرض لايرغب في تمرير كل القرارات الوارده من وزارات الشفط - والتي هي قطعا ليست وزارات نفط ! وعوضا عن ذلك رأى أن يكون (بين بين )!, وأن يفتح نصف الخزينه ! ويسمح بمرور نصف القرار !. ومن سوء الحظ -أو من حسن الحظ- أن هذا النصف المفتوح أتى لصالح النصف من البشر على حساب النصف الآخر !!!
ولأن حامل المفاتيح رأى أن من واجبه الحفاظ على ثروات البلد , فالنفط مهدد بالنضوب , والأوضاع الإقتصاديه العالميه لا تساعد كثيرا ! ولحرصه عل تباطؤ عملية النضوب المشئومه !, فإنه رأى أن الطبيب السعودي مواطن صالح وعليه كواجب وطني أن يتحمل الضرر , ويساهم بشكل أو بآخر في تخفيض عملية النضوب ! والتقليل من إنبعاث الغازات المسببه لإرتفاع درجة حرارة الأرض والتي ينتج عنها –غالبا- مشاكل بيئيه وصحيه لا أول لها ولا آخر ! مما يستدعي الحاجه إلى تعاقدات مضاعفه مع الغيرسعودي ! وبالتالي يفاقم المشكله ويسرع من وتيرة التعاقدات الطبيه !!! وبناءا عليه فإنه يمكنه المساهمه في حفظ الثروة الوطنيه لاحقا لأحفاده وأحفاد أعضاء اللجنه المباركه !!

وبين الشفط والنفط يرى البعض أن حقوق الطبيب السعودي هضمت وأن مايستحقه من زياده ذهبت لغيره !!

كما أن صاحب الصلاحيه – ربما – لا يدرك أن هذا القرار أثر سلبا على مرتادي القطاع الطبي الخاص ومنسوبيه ! وأصبح عزوف الأطباء عن التعاقد مع المراكزالطبيه الخاصه أمرا واقعا نتيجه الفوارق الماليه الكبيره بين القطاعين ! مما يضطر ملاك المراكز الخاصه إلى رفع تسعيرة المعالجات المختلفه لتعويض الإرتفاع الغير مبرر في العقود والتي ستنعكس سلبا على طالبي خدمات هذا القطاع , وزيادة تكاليف الخدمات الطبيه , أو الإبقاء على مستويات متدنيه من الخدمات تتناسب مع مستوى التعاقدات !!!

عزيزي القاريء لاتستغرب حدوث هذه الدراما , فتشكيل اللجان عندنا يمكن أن يتم عن طريق تمرير الأسماء من قبل شخص حظي بثقة ( صاحب الصلاحيه )!حتى وإن كان يقل مهنيا عن مرؤوسيه !

مثلاً قد تجد فنيا يرأس لجنة بها أطباء سعوديين وغير سعوديين حتى وإن كانت أعمال اللجنه ذات صبغة طبيه ! ولا تستغرب أن لايحضر سعادة رئيس اللجنه الإجتماعات , ويكفيه أن يكون واجهه شرفيه لها أمام (صاحب الصلاحيه )!

ولأن الشيوخ عندنا أنواع فمنهم شيخ العقار ,وشيخ النحالين , وشيخ البيتزا , وشيخ اللجنه !!.... فإن شيوخ اللجان عندنا لن يضيعوا الفرص المتاحة لهم ,وسيحافظون على تموضعهم مادام فيهم عرق ينبض !!!!.

د. عبدالعزيز الزهراني
استشاري طب الفم والأسنان