شاعر مرهف الاحساس ولكن .......؟بقلمي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شاعر مرهف الاحساس ولكن............؟

فكرة و تأليف و تقديم :
لؤلؤة زهران .

محمد شاب تخرج من الجامعة وحصل على وظيفة مرموقة بعد تخرجه ,فقرر الزواج من عبير الخريجة الجامعية ,لم تحصل على وظيفة فتزوجت من محمد فور تخرجها .
محمد رجل لطيف المعشر طيب القلب محب لبيته و زوجته يسعى جاهدا لإضفاء السعادة على بيته و زوجته التي يحبها, و يسعى لإرضائها ما وسعه جهده , فيفاجؤها بين الحين و الآخر بالهدايا التي تحبها النساء , فمرة ساعة ثمينة , ومرة سوارة ذهبية, و اخرى جهاز هاتف نقال , و ثانية جهاز كمبيوتر محمول .
لا يفوته مناسبة سعيدة لها إلا و يمطرها بعبارات التهاني, و أبياته الشعرية المنبعثة من أعماقه المحتوية على مشاعره الفياضة , و أحاسيسه العاطفية تجاهها .
ولكن زوجته عبير لا يجد منها أدنى إلماحة توحي له بأنها تبادله المشاعر , أما هو فأنه يغرقها بسيل جارف من عبارات الحب و الغزل و الأطراء الذي تطرب له النساء, و يسلب الألباب , بالإضافة الى شعره الذي تميز به .
زوجته عبير قليلة الكلام مع زوجها , كثيرة الكلام مع جاراتها و زوارها , أما مع زوجها فهي غريبة الأطوار .
فهو ينتزع الكلام منها إنتزاعا , إن وجه لها سؤالا إقتضبت الإجابة بأقصر عبارة , إن كلمته أو طلبته شيئا إختصرت كلامها و أرسلته بعبارات مباشرة في صيغة الأمر , أحضر لنا كذا , أوصلني غدا لأمي .....ألخ.
في أحد الأيام المعتادة أستيقظ محمد صباحا . وتجهز للخروج للعمل ,أخذ يفتح خزائن الملابس و يغلقها بقوة بعض الشىء ,لعلها تصحو من نومها , كانت لديه رغبة في أن يودعها ببعض العبارات , التي كانت تجيش في صدره و تمنى أن يسمعها بعض الأبيات التي نظمها فيها , أراد أن يغرد بأبياته كأنه طائر على أغصان الأشجار , يشدو بألحانه العذبة .
أراد أن يوقظها إلا أنها عندما تحركت و أنقلبت في فراشها نظر إليها و هو يستعد لإطلاق ما لديه من عبارات و أبيات جمعها كباقة ورد ندية في صباح جميل , فسبقته بعبارات تؤكد إنزعاجها و إمتعاضها و هي تقول : { يا هوووووه ,ألا تعرف أن تذهب لعملك دون هذه الفوضى و الإزعاج , يعني إنت الوحيد الذي يذهب إلى عمله في الصباح في هذا العالم !!!!}
إرتدت الأبيات الشعرية و العبارات التي جهزها إلى داخل قلبه و كأنه عصفور أصابته بندقية صياد , فهوى إلى الأرض ,جمع شتات نفسه و غادر المنزل إلى عمله , و أثناء الطريق , بعد أن هدأت نفسه , أخذ يخلق لها الأعذار , و يرى بأنه قد تسبب بإزعاجها, و أقر أمام نفسه أنه كان مخطئا , و قرر أن يعتذر لها بهدية حين عودته من العمل .
وصل إلى العمل , إتجه إلى مكتبه و بدأ عمله كالمعتاد بجد و إجتهاد , أنجز كل أعماله , و وجد بعض الفراغ , أخذ كوب الشاي , حضرت زوجته على باله , أخذ جواله ليكلمها ,تردد قليلا ثم أعاد الجوال , أخذ ورقة و قلم , و بدأ يكتب و يسطر مشاعره , ففاضت قريحته بأبيات شعرية غاية في الجمال و الإبداع , فتحركت بداخله أشجان الشوق والمحبه, و كتب أبيات غزلية جميلة فأخذ يكتب ابياته , تأملها فشعر أنها جميلة, و أن زوجته تستحقها , تخيل عندما تستمع إلى أبياته التي نظمه و فيها عبارات حب جما و هيام و تودد ,أنهى كتابه القصيدة فختمها بتوقيع ..العاشق الهائم المحب الولهان .
خرج من العمل و اتجه إلى المنزل ,كان يرى الطريق طويلا على غير العادة , وصل إلى منزله , وعند وصوله إلى الباب , وقبل دخوله أخرج تلك الورقة ليراجع ما فيها , و كأنه تلميذ يراجع أخر ورقة لديه قبل دخول قاعة الأمتحان .
فتح الباب و دخل مسرعا , يبحث و ينادي على زوجته { عبير ..عبير.. تعالي يا عبير }
ردت عليه و هي في المطبخ : {نعم ؟} و هي تمط الكلمة بازدراء تلتها عباراتها ,
{خـــــــــــيــــر ,جاي بدري }
شعر ببعض الإنكسار لكنه استجمع أمره و واصل إندفاعه تجاهها و قال لها : حبيبتي أعذريني أنا آسف , لقد أزعجتك صباح هذا اليوم و أريد أن أعتذر لك , و أسمعك بعض الأبيات التي كتبتها لأجلك كنت غائبة عني بجسدك ,قريبة مني بروحك .
قالت له بكلمات بااااردة : {بعد الغداء }قال لها : لا أملك الصبر أنني أضحي بالغداء ,أتركي كل شىء ,فأنا أريدك أنتي فقط .
و أخذ يلقي أبياته والفرح يتلألأ في عينيه , توقف بإنتظار ردة فعل تلك الزوجة , قال لها و هو يحاول أن يجذبها نحوه أو يشعر بوجودها : أتركي كل شىء في يدك يا حبيبتي .
نظرت إليه و هي تقول : { هيا أسرع كأنه لا يوجد شاعر غيرك على وجه الأرض !!} تمتمت بكلمات غير مفهومة , تبسم في وجهها بسمة حزينة و اختنق صوته , و أخذ يلقي على مسامعها أبياته , خفت لهفة الشوق في نفسه , نظر إليها كعادته , أراد أن يسألها : لماذا هذا البرود ؟؟, لماذا لا أجد منك الحب ؟؟ و لماذا و لماذا و لماذا ....
و لكنها سبقته بكلمات غير مفهومة , نظرت إلى وجهه ثم قالت : { يا الله , يا الـــلــــه .. جاي بدري عشان تقول قصيدة !!!, إزعاج في الصباح , و قلق في الظهر , صحيح أهل العقول في راحة , و اللي فاضي يعمل قاضي }.
س1:ماذا تتوقع ردة فعل الزوج ؟؟؟؟

س2:ماذا تفعل لو كنت مكانه ؟؟؟

س3: هل صحيح أن آخر من يحس بالشاعر زوجته ؟؟؟

س4: هل يوجد مثل هذه المرأة الجافة في مشاعرها في وقتنا الحاضر ؟؟؟

س5: ماهو الحل المناسب لمثل هذه الحالة ؟؟؟؟

أرجو التفاعل و المشاركة من الجميع ...
بقلمي
لؤلؤة زهران