ويكيلكس ودولة القانون

ويكيلكس… ودولة القانون
أخيرا انكشف المستور عن جرائم ما سمي بدولة القانون التي يتزعمها قائد الفرق الخاصة نوري كامل المالكي (أبو إسراء المالكي) ، وحلفائه من أتباع جيش المهدي من الذين قتلوا أهل السنة بغير رحمة وجربوا فيهم مختلف أدوات القتل التي قرأنا عنها في التاريخ أو سمعنا عنها حديثا . لقد رأينا من طرق التعذيب التي مورست بحق شباب أهل السنة ، ما لا يخطر على بال إنسان بل وتفننوا في كثير من الأحيان لإيجاد طرق جديدة تنتهي بالضحية إلى الموت أو الدمار النفسي ثم القتل بعد أن يتأكدوا انه لم يعد قادرا على ممارسة حياته فينهون حياته برصاصة ثم الإلقاء على قارعة إحدى الطرق منقولة بسيارات الجيش والشرطة وأجهزة الأمن المختلفة ، والسيارات التي رمتهم ليلا هي نفسها التي تجمعهم صباحا أمام الناس لتأخذهم إلى الطب العدلي .

إننا نعلم أن المجرم الأول في كل هذه الجرائم هو الاحتلال نفسه ، ونعلم وقد قرأنا من قبل كيف تعامل الجيش الأمريكي مع الشعوب التي احتلها ، لقد استعمل معها كل ممنوع دوليا من الأسلحة وكان انتقامه وحشيا بكل المقاييس ، فلا غرابة إذا أن يخرج وزير الدفاع رامسفيلد ليقول لرئيس أركانه ( انك تقصد أن الجندي الأمريكي إذا رأى حالات تعذيب وقتل للعراقيين من قبل حكومتهم أو عراقيين مثلهم عليهم الإبلاغ فقط ) .
هكذا عليهم الإبلاغ فقط ، هذه هي الحضارة والمدنية التي يتكلمون عنها ، والديمقراطية المزعومة التي فضحتها كونداليزا رايس أخيرا فقالت ( بصراحة لم نذهب للعراق لإنشاء ديمقراطية ، إن العراق كان يمثل خطرا داهما لنا ) .
إذن المجرم الأول هو الإدارات الأمريكية المختلفة قبل غيرها ، وهناك مجرمون بأسمائهم لا بمؤسساتهم ومنهم الرئيس الأمريكي بوش ونائبه ديك تشيني وولفووتز ، ورامسفيلد ، ورايس وغيرهم ممن خططوا ونفذوا عملية احتلال العراق .
الآن وقد انكشف المستور . ما الذي يجب أن نفعله ؟
الجواب بعدة اتجاهات :
من قبل الدول في العالم والدول الإقليمية والعربية : عليها أن لا تعترف بأي حكومة يشكلها نوري المالكي أو حزبه ودعم هذه الدول لأي حكومة يشكلها هذا الرجل يعني الوقوف والاصطفاف مع أعداء شعبنا .
بالنسبة لإيران : هي فرصة بعد أن انكشف سترها أن تراجع سياستها وان تخلي مسؤوليتها عن تدمير وإيذاء الشعب العراقي ، وان تعيش جارا لهذا الشعب ، لان الكيل قد طفح من تدخلات جار السوء هذا . وإلا فان عقوبة هذه الدولة ستكون باتجاهات كثيرة وقد اعذر من انذر .
أما تركيا : نرى أن يكون لها دورا ايجابيا واضحا لا يستند فقط على المصالح الاقتصادية أو ما شابهها وإنما على الإرث التاريخي لهذه الدولة وما تمثله بالنسبة للمنطقة .
أما دول اللجنة السداسية : لقد بان لكم ما فعل بالعراق خلال السنوات السبع الماضية ، وجاء الوقت الآن لتكون الوقفة حازمة تجاه من ذبح أبناء شعبه وزرع الطائفية بينهم ، وقضى على روح المواطنة ، نأمل أن يكون ما حصل من كشف الستر عن هؤلاء ، هو بداية قوية لموقف قوي تجاه هؤلاء الأوغاد.
أما الفرد العراقي : فنرى أن دوره اكبر من غيره وذلك بان يكون واعيا وحذرا مما يخطط له ، ومطالبا بحقه وان طال الزمن وعلى جميع من أصابه الظلم أن يصدع بمظلمته وان يسمي الأشياء بمسمياتها والأشخاص بمناصبهم وأسمائهم .
أما المقاومة : فان دورها ليس فقط في النكاية بالعدو ومهاجمته ، وإنما بالدفاع عن أبناء شعبنا ومناطقهم ، ومنع الأوغاد والوحوش من النيل أو الاقتصاص منهم .
أما المجرمون القتلة : فنقول لهم أن شعبنا لن ينسى ما فعلتم بالأحرار من أبناءه ولا بد أن يقتص من الجناة فقد أبيتم إلا طريق الضلال والتفرد بالقرار ، فان مصيركم هو مصير كل عميل وقاتل مأجور .
والله ناصر لكل من نصره
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون