واريت أحلامي ثرى حرماني

"ابيات راقت لي لكاتبها سعيد الرباعي "

واريتُ أحلامي ثرى حرمانـي وأطعتُ ما أفضى إليـه زمانـي

ورأيتُ ريح الهزل تعصف بالمنى فطويت آمالي وعـدتُ أعانـي

وأقمتُ أنتظر الرحيـل بمنـزلٍ فيهِ كأنـي حـارس الجـدران

وقبعت في إحدى الزوايا ساكناًوالذكريات تمـوج بالأركـان

وتحيطني من كل جنـبٍ تـارةًوتجرّني فـي أغلـب الأحيـان

فأغيب في دوامةٍ مـن وحيهـاوأعيش في جوٍ مـن الأشجـان

وأغادر الوضع الكئيب إلى رؤىفي دفتـي عمـر بـلا عنـوان

وإلى مكانٍ كان يومـاً عامـراًوإلى زمـانٍ آن قبـل أوانـي

فأرى السعادة في شقاءٍ عشتـه وأرى الشقاوة في نعيـمٍ فـان

ولقد وقفت بكل طيفٍ مرّ بـي وطويت أيـام الصبـا بثـوان

وقطعت أشواط الإياب بخاطري في رحلةٍ للخلـف بالوجـدان

كم كنت في حال القدوم مجاهراًبالسخط ممـا خلتـه يعظانـي

والآن أسررت الندامـة أننـيما ذقت لـذة واقـعٍ أغرانـي

والصمت في بعض المواقف نقمةٌوببعضها نوعٌ مـن الإعـلان

أغرقت في حمّى خيـالٍ عابـرٍومن السراب طلبتـهُ فسقانـي

لكـن قلبـاً طالمـا أسقيتـهُ لم يرتوِ وقد ارتـوى شريانـي

إن الحياة لدار كبـتٍ كلهـاليست لإنـسٍ جنـةً أو جـان

فمتى تؤول بنا لـدار سعـادةٍومتى نهايـة رحلـة الأحـزان

ومتى نغادر دار غـمٍ أينعـتبرعايـة الخـذلان والبهتـان

ونؤول للخلد المقيـم وأنعـمٍ لا تنتهـي بضيافـة الرحـمـن