في معرض الكتاب: الأحمد يقضي ربع ساعة في الشرطة.. والقرني يحذر من "الغوغاء"

تفاصيل مناصحات حول كتب "الزندقة" وناقد يطالب بحماية المؤلفين من "خفافيش الظلام"

في معرض الكتاب: الأحمد يقضي ربع ساعة في الشرطة.. والقرني يحذر من "الغوغاء"


تصوير : عبدالله الخولي
عبدالعزيز العصيمي – الرياض :
أثارت زيارة قام بها الشيخ يوسف الأحمد إلى معرض الكتاب أمس السبت نهم الصحفيين الذين شاهدوه وهو يدخل مركز الشرطة ويخرج محاطاً بالعديد من زوار المعرض. وقد تجمع الصحفيون حول الأحمد لمعرفة تفاصيل ربع الساعة التي قضاها داخل المركز الموجود بالمعرض، حيث ذكر لـ "سبق" أن زيارته تهدف لحل قضية مَنْ تم إيقافهم من المحتسبين الشباب بحكمة أكبر منعاً للتصعيد القائم على بعض الادعاءات.



وقال الأحمد: "إن الإعلام صعَّد ما قام به المحتسبون، وشوَّه عملهم، وأعطى الناس معلومات مشوهة ومضللة وغير صحيحة، وحدث تفاهم مع الشرطة على أن تتم معالجة الأمور بدون تصعيد". مضيفاً "كان هناك تجاوب عظيم من مركز الشرطة؛ حيث تفهموا الأمر، وإن شاء الله ستكون الأمور أفضل".

وذكر الأحمد "عدد المحتجزين في مركز شرطة الملز 16 شخصاً، أغلبهم جاء ليشتري كتباً، ولم أجد عليهم قضايا واضحة". وقال: "زرتهم شخصياً وبشكل استثنائي؛ نظراً لأن الزيارة لهم ممنوعة. وقد صحبني في الزيارة الشيخ إبراهيم السكران".



وأضاف: "وجدنا أن ليس عليهم شيء واضح، لكن الموضوع يحتاج إلى معالجة من الجهات الأمنية وعدم تصعيد الموضوع من قِبل الإعلاميين، وخصوصا مَنْ ينشرون معلومات غير صحيحة".

وتابع قائلاً: "زرت وزير الإعلام وجلست معه ساعة وربع الساعة قبل بداية المعرض بأسابيع عدة، وقلت له: هناك كتب تباع للخوارج والحوثيين، فضلاً عن الروايات الجنسية. كما قلت له: إن المعرض سيستضيف فئة تحمل فكراً منافياً لعقيدة أهل السنة والجماعة، وهذا سيُحدث توتراً وسيترتب عليه صدامات". وأكد الأحمد أن من قال إن لبس المحتسبين لـ"البشت" تقمصاً لدور الهيئة "تهم يروجها بعض الإعلاميين - هداهم الله".



وحول اتهام الأدباء له بـ"تقصد" المعرض ضحك الأحمد وقال: "البينة على المدعي، واليمين على من أنكر. نحن نتعاون دائماً، ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، وهذا من أهم صفات أهل الإيمان كما قال تعالى : {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله..}".



القرني ينصح ويشيد
وزار الشيخ عائض القرني المعرض، وقد استُقبل بتزاحم شديد من الجماهير، أدى إلى سقوط بعض الشباب الراغبين في السلام عليه. وتحدث القرني عن المعرض وقال: "هذا العام هناك زخم وحضور للشباب والنساء، وهناك قوة شرائية، وهذا دليل على أننا أمة تقرأ وتكتب. شبابنا بدؤوا يعترفون بالمعرفة والثقافة، وبدؤوا يقتنعون بأن طريقهم إلى الرقي والنجاح هو الحرف والقراءة".

وعن كتبه الجديدة قال: "الإخوة في المعرض أبلغوني بأنه من فئة الممتاز". وأضاف مازحاً بأنه يعتبر كتابه الشهير "لا تحزن" للفقراء، وكتاب "لا تغضب" لصناع القرار والأغنياء، بينما كتاب "لا تيأس" للفتيان والفتيات.



وتحدث القرني عما حدث من المحتسبين في معرض الكتاب فقال: "أقول للشباب ادعوا إلى سبيل ربكم بالحكمة والموعظة الحسنة بلا غوغاء ولا تشدد، وبالكلمة الطيبة واللين.. لينوا بإخوانكم يا شباب.. ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك".

وأضاف: "أشكر الشباب على غيرتهم وحماسهم، لكن نريد منهج النبي في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة".



الحمادي يطلب الحماية
واستغل الكاتب والناقد الدكتور صالح الحمادي فرصة توقيع كتابه الجديد ليناشد وزير الإعلام كي يعمل لحماية المؤلفين، وكذلك "هذا المشهد الجميل". مضيفاً بأنه يجب أن تكون هناك حماية ممن يحمل كوابيس الظلام وممن يفضلون للمجتمع السعودي الانزواء في زوايا مظلمة جداً.

وذكر الحمادي أنه تعرض قبل التوقيع لموقف غريب؛ "فقد تجمع عليّ أشخاص، ووجّهوا لي النصح". مضيفاً "رحبت بذلك، لكني اكتشفت أنهم من خفافيش الظلام ويتحدثون بعيداً عن الواقع. إنها ظاهرة خطيرة. سألت من تحدث معي وقلت له: هل قرأت الكتاب؟.. فأشار إلي بأنه لم يقرأ الكتاب، وأنه بنى كلامه على اتصالات أتته. أعتقد أن هذا خواء وفكر ضعيف".

يُذكر أن كتاب الحمادي يتحدث عن التزود بالأعمال الصالحة، دون أن يتطرق للرياضة نهائياً.



وفي سياق متصل زار معرض الكتاب المذيع المعروف في قناة المجد فهد السنيدي، ووقّع على كتابه الجديد.

وأعرب السنيدي عن سعادته بما شاهده في المعرض الذي وصفه بحلقة وصل مهمة بين المثقف والقارئ، فيما رفض التعليق على ما حدث من المحتسبين: "يجب أن نستمع للطرفين. أنا اطلعت على بعض المقاطع، ولست أدري ما الذي حدث بالضبط".

جزاك الله خير أبو أحمد