ما هو الدمــــج

شكراً لكم طرحكم لهذا الموضوع الهام فلقد سعت الدول المتقدمة منذ سنوات إلى دمج المعاق في مجتمعاتها البشرية بشتى الوسائل بدءاً بالمدراس كدمج تربوي وإنتهاء بالحياة الخارجية للمجتمع .
ولكن ما المقصود بالدمج ؟
وماذا نعني بالدمج التربوي للمعاق ؟ وما أهدافه ؟
أن الدمج هو تدريس الأطفال المعاقين في فصول دراسية عادية مع تزويدهم بتعليم خاص حيث يقوم مدرسو الفصول العادية بتوجيه وتعديل الطرق التعليمية والمحتوى العلمي المنهجي ليمكن جميع الأطفال من الإنظمام في برامج تربوية تعليمية عادية بما يتناسب وقدرات كل طفل ...
ويتمكن من تحقيق هذا في جميع المستويات الدراسية بدءاً من رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية . وذلك بتنسيق العمل بين مدرسي الفصول العادية ومدرسي التعليم الخاص وإعداد جداول وواجبات تناسب قدرات كل طفل معاق ويتحمل مدرسو الفصل مسؤولية التلاميذ المعاقين مسؤولية كاملة تدريسياً وتقديراً لدرجاتهم وذلك بعد أن يتوافر لهؤلاء المعاقين ما يلزم من خطط تعليمية ومساحات مكانية وأجهزة وأدوات تفي بالإحتياجات التربوية للمعاقين ، شريطة أن تكون عملية الدمج هذه مبنية على إحتياجات الطفل التربوية وعلى قدرة البرنامج المساند على الوفاء بتلك الإحتياجات ...

ومما لا شك فيه أن عملية الدمج هذه تنطوي كأي عملية تربوية أو إجتماعية أي كان نوعها على إيجابيات وسلبيات .
إيجابيات الدمج التربوي في الجوانب التالية :
أولاً : الجوانب الإجتماعية .
حيث يتيح الدمج التربوي للأطفال المعاقين فرصة البقاء مع أسرهم طوال حياتهم الدراسية مما يجعلهم أعضاء عاملين في الأسرة ويساعد الأسرة على أداء إلتزاماتها نحوهم بشكل أكمل ، فينطلقون والثقة تملأ نفوسهم دون الإحساس بوصمة عار أو نقصه لإعتيادهم على العيش مع أناس أسوياء في منازلهم وفي مدارسهم مما يسهل عليهم عملية التقبل الإجتماعي والتخلص من أي مفاهيم خاطئة قد تكون لدى الأسوياء عن المعاقين وهم في بعد عنهم ، و بالتالي فإن عملية التواصل المستمرة بين المعاقين والأسوياء تسهم إلى حد فعال في دفع المعاق إلى محاكاة وتقليد الأسوياء مما ينعكس عليه إيجابياً في حياته الدراسية والإجتماعية .
ثانياً : الجوانب التربوية .
حيث تحقق عملية دمج المعاق في المدارس العادية بيئة طبيعية ينمو فيها المعاق وغيره من الأسوياء بعد إجراء تعديلات ملائمة على البنية العامة لتفي بإحتياجات المعاقين وهي أفضل بكثير من تكوين بيئة اصطناعية وذلك لما في هذا الجمع من المركزية في عملية تقديم الخدمات التربوية للمعاقين كما يشكل وسيلة تعليمية مرنة يمكن من خلالها زيادة وتطوير الخدمات التربوية المقدمة للمعاقين من خلال الخبرات المتنوعة والمؤثرات المختلفة التي يتعرض لها المعاق أسوة بالأسوياء مما يساعد على تكوين مفاهيم صحيحة واقعية عن العالم فيندفع إلى التحصيل العلمي بروح التنافس مما يؤدي إلى رفع مستوى الأكاديمي عند المعاقين بشكل عام ولا نغفل ما في عملية الدمج من تسهيل عملية التعامل مع الفروق الفردية في الفصل الواحد وتوضيح اوجه التشابه بين المعاقين والأسوياء والتي تفوق مرات عدة اوجه الخلاف مما يسهل العملية التربوية على الأسرة التعليمية التربوية من أساليب دمج المعاق في المجتمع .

ماذا يمكن أن يقدم للمعاق في المجتمع ؟.
وما مسئولية كل من المسئولين والأجهزة والمؤسسات والهيئات والجمعيات ؟.
لا شك أن مسئولية دمج المعاق تقع على عاتق كل الهيئات والمؤسسات والجمعيات ، حيث يتوجب على هؤلاء توظيف المعاق بعد معرفة الوسيلة الممكنة لأدائه الوظيفي حسب قدراته على أن تتوفر الخدمات الخاصة له في جميع المرافق العامة منذ إنشائها أو تزويدها ما اكتمل منها ( سلالم ، مصاعد ، كبائن ) ليمارس حياته الطبيعية الإجتماعية بسهولة ويسر فيتحقق التفاعل الإجتماعي دون حرج ، فيعطي ما يملك من مؤهلات وقدرات دون حرج ولا يتم ذلك إلا بعد تدريبه منذ طفولته في محيط أسرته على الإختلاط بالآخرين وتوسيع دائرة معارفه وعلاقته لتنمو هذه العلاقات في مجال المدرسة والمجتمع بعد ذلك فيعتاد بذلك الحياة الإجتماعية ويسهم إسهاماً فعالاً في أداء دوره الإجتماعي ، ولا نغفل حاجة المعاق إلى أجهزة تعويضية بصفة مستمرة وما في ذلك من تكاليف توجب على المسئولين توفيرها بأسعار مخفضة أو بالمجان إضافة إلى توفير دور العلاج وتزويدها بالمختصين لينال المعاق ما يحتاجه من رعاية علاجية دون أي صعوبات . ولا يكون الدمج كاملاً إلا إذا قام الإعلام بدوره من خلال تنوير الرأي العام بقضايا المعاقين ونشاطاتهم وإمكانياتهم ليتم إستقبالهم دون تحفظ أو شعور محبط لهم وتتنوع أساليب دمج المعاق في المدرسة ولعل في الأنشطة التربوية التي يمارسها المعاق ما يؤهله تربوياً وإجتماعياً لأداء دوره في الحياة