للمرة الأولى: المرأة تقود الطائرات الحربية في باكستان

للمرة الأولى: المرأة تقود الطائرات الحربية في باكستان


ظفار عباس
بي بي سي إسلام أباد


على مدى خمسة وخمسين عاما لم تستقبل أكاديمية الطيران العسكري في باكستان سوى رجالا، أما اليوم فهي تشهد تغيرا كبيرا.

بعد أقل من سنة تدخل النساء تاريخ الطيران الحربي في باكستان

فبات مسموحا للنساء الانضمام لبرامج الاعداد للطيران الحربي، وهن يبلين بلاء حسنا في هذا المجال.

وبالتالي، ستتمكن بعض من النساء من قيادة طائرات ذات المحرّك النفاث.

وتضم الأكاديمية عشر نساء في دفعتي قسم الطيران، فيما ينافس عدد أكبر بكثير منهن زملائهم الرجال في قسمي الهندسة و الفضاء الخارجي.

وبالرغم من عددهن القليل نسبياً، إلا أن الأساتذة كما الطلاب الآخرين، يعترفون بأن حضورهن بات فاعلاً.

وكانت النساء حتى فترة قصيرة في هذا المجتمع المسلم المحافظ، يحلمن بالزواج من قبطان حربي بدلاً من أن يتخيلن أنفسهنّ قبطانا.

إلا أن هذا لم يكن حال سابا خان، إحدى النساء الأربعة التي نجحت في اثبات نفسها في المراتب الأولى في التدريب.

وخان تنحدر من عائلة منفتحة في كيتا، عاصمة محافظة بالوشيستان . وقد تأثرت خان أساسا بعم لها كان يعمل في مجال الطيران الحربي.

لا تسمح الأكاديمية بأية تسوية على مستوى الأداء

فكان أول إعلان في الصحف يطلب نساء للكلية الحربية، بمثابة حلم يتحقق بالنسبة لها.

تقول خان: "لطالما أردت أن أكون قبطانا حربيا، وبإرادة الله ودعم عائلتي الكامل، نجحت حتى الآن."

وتعتقد خان أن هذه الدفعة الأولى من النساء في الكلية الحربية ستشكل وحيا كبيرا للعديد من الفتيات الأخريات، اللواتي قد يسعين أيضا لدخول الأكاديمية.

أما أمبرين جيل وهي طالبة اخرى في الكلية، فتكشف أنه كان من المستحيل لها أن تعبّر عن شعورها عندما قادت أول طائرة. وهي تطمح أن تتمكن من قيادة طائرة أف-16 قريباً.

غير ان الرجال ما زالوا يسيطرون على أكاديمية الطيران الحربي ولم يتضح بعد كليا شعورهم من انضمام النساء إلى هذا الحقل.

"لا نتوقع أي تعاطف ، لا نلقى أي تعاطف ولا نريد اي تعاطف."


سمان أحمد

فرسميا، جميعهم رحبوا بهذه الخطوة. إلا أنه حين قال أحد الطلاب إنه يجب إظهار بعض التعاطف تجاه الطالبات، ردّت زميلته سمان أحمد أنهم في الأكاديمية ليتنافسوا على أسس متساوية.

وأضافت سمان أحمد: "لا نتوقع أي تعاطف ، لا نلقى أي تعاطف ولا نريد اي تعاطف."

وثقة هذه الفتاة مدعومة بتفوقها في دروس الهندسة إذ تغلبت على الطلاب الآخرين رجالا ونساء.

ويكشف عدد من المسؤولين الكبار في الطيران الحربي أن قرار إشراك النساء في وحدات القتال في الطيران الحربي كان صعبا في كثير من البلاد.

وفي باكستان، التحدي أكبر إذ كان يجب مراعاة قضايا ثقافية ودينية .

وقال عميد كلية الطيران الحربي في باكستان اينام الله خان إنه تم فعلا أخذ بعض الحساسيات في الاعتبار.

بعض الطالبات حققن نجاحا أكبر مما كان متوقعا

ولكنه أكد أن انضام النساء للأكاديمية تجربة جيّدة وأن بعض الطالبات حققن نتائج أفضل مما كان متوقعاً.

وتعتمد الأكاديمية نسبة معيّنة من التفرقة بين الجنسين.

فبالرغم من أن تمارين المشي الصباحية تشمل النساء والرجال معا، فبعض التدريبات الأخرى، وخصوصا التمارين الجسدية تُقام بشكل منفصل.

وتقول المدربة شازيا أحمد إنه "من المهم جدا أن نحافظ على مستوى معيّن من التفرقة، خاصة وأننا مجتمع مسلم."

وتضيف: " بشكل أو بآخر، هذا يعطي النساء الثقة اللازمة قبل أن تواجهن تحديات أكبر."

إلا أن ذلك لا يعني بأي حال تنازلا على مستوى الأداء.

وحتى الآن يبدو أن القليلات اللواتي انضممن إلى الأكاديمية يحققن نجاحات جيّدة جداً.

وإذا ما استمرت هذه النساء على نفس المستوى، فستشهد هذه الدفعة تخريج أول قباطنة حربيين نساء في تاريخ باكستان.