هل ندرك ما هي أهمية اللغة
لم أكن أدرك أهمية اللغة والكلام في حياة الإنسان إلا بعد دراستي في هذا المجال ( تقويم النطق واللغة ) وبدأت أتواصل وأتلمس من خلاله مشاكل الأسر أو أطفالهم . لذلك كان أكثر ما يؤلمني عندما أرى بعض الأطفال يتركون مع ( الخادمات ) معظم الوقت . وأنا هنا أتحدث عن الطفل عموماً وبصفة خاصة الأطفال ذوي الإعاقة سواء أكانت شلل دماغي أو متلازمة دوان أو تخلف عقلي أو توحد .... وغيرها الكثير .
مما أثار إنفعالي فعلاً أن هذا الطفل لا يتواصل إلا مع الخادمة التي غالباً لا تعرف أن تتحدث اللغة العربية أو تحاول عن طريق بعض الكلمات الركيكة ، ولذلك عندما أبدأ بتدريب الطفل على صوت ( حرف الخاء ) مثلاً وإعطائه أمثلة مثل كلمة ( خروف ) تبدأ الخادمة بتشجيع الطفل على النطق فتقول ( كروف ) وذلك حسب أقصى قدره عندها على نطق هذا الصوت الصعب .
إن الضرر لا يأتي فقط على طريقة لفظ الأصوات بل يتعدى ذلك إلى التـركيب القواعــدي للجمـلة كأن يقـول الطفل " أنا في روح " بـدلاً مـن " أنا أبغى أروح " .... وهكذا .
فهل نرضى لأنفسنا وللغتنا الحبيبة لغة القرآن الكريم أن يستهان بها بهذه الطريقة ، هذه اللغة التي تحدسنا عليها الكثيرون ويتعلمونها بحماسة لا يشهد لها مثيل .
ونحن كأخصائيي نطق لا نقف عند ذلك الجانب فقط من المعضلة ، إن هذا الطفل لا يتعرض لمثيرات بيئية مختلفة سواء أكانت حسية أو سمعية أو بصرية أو غيرها . إنه يعيش ضمن بيئة محدودة لا يرى فيها إلا أشخاص محدودين ولا يتعرض إلا للغة محدودة المفردات . فهل هذا الطفل يستطيع التعبير عن أفكاره وإحتياجاته أم أنه طفل محدود اللغة ؟ .
لقد قرأت لاحقاً تعليقاً نفساني يشير فيه إلى أن الأطفال الأكثر ذكاء سواء من الناحية الإدراكية أو العاطفية هم من يقضي آبائهم معهم أطول فترة ممكنة فيقصوا عليهم القصص ويتحدثوا عن أحداث اليوم فينشأ الطفل لديه ثقة بالنفس والمقدرة على التواصل والتعبير عن نفسه .
طرحت لكم هذا الموضوع لنفتح باب الحوار والنقاش حول هذه النقطة ، ويسعدني أن أتلقى آرائكم لنصل إلى حلول مثالية لهذه المشكلة
ليت عند الباب نهرا من العسل والسماء تمطر سحايسها ذهب والفرح ثوبا عسى مابه طسل والنسايم هبهبتها هب هب
والمزون اللي بحمله قد رسل
ورنة المطر شبيهات الشهب
|