"الرئيس" يستعرض قصة شيخ يفتي لنقل ابنته المعلِّمة وموظفين بـ"ذمم" واسعة

عبدالله البرقاوي- سبق - الرياض: استعرض برنامج الرئيس، الذي تعرضه قناة لاين سبورت، ويقدمه الزميل الإعلامي صلاح الغيدان، وترعاه "سبق" إلكترونياً، مساء أمس عدداً من الأحكام التي صدرت على متهمين بالفساد، إضافة إلى محاكمة متهم، واستعراض قصص فساد، وذلك في حلقة جريئة، استُضيف فيها عبدالرحمن العجلان، مساعد نائب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد لشؤون المخالفات، والكاتب والمستشار الإعلامي للبرنامج سعد الدوسري.

الحلقة بدأت باستعراض أخبار وتقارير عن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ولقائها المسؤولين في ديوان المظالم، إضافة إلى عرض لتذمر جماهير البرنامج من الفساد الإداري واستغلال الواسطة.

وحملت الحلقة عنوان "الذمة الواسعة"، وبدأت بحديث العجلان، الذي أكد أن الفساد معضلة عالمية، مبرزاً دور السعودية السبَّاق في المشاركة العالمية في مكافحة الفساد.

وعرَّف الضيف الفساد، كما تحدث عن الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، مؤكداً اعتماد الهيئة أولاً على المواطن، كما شدَّد على أن توثيق مصدر البلاغات يأتي للتواصل، والهيئة توفر الحماية للمبلِّغ، ولا يُفصح عن اسمه إذا طُلب ذلك.

الكاتب الدوسري اجتذب الحديث، وقال إن إشكاليات الفساد و"الواسطات" تبدأ من مكاتب كبار المسؤولين، وعلى سبيل المثال "الوزراء". مشدداً على ضرورة محاربة الفساد من مكاتب المسؤولين الكبار أولاً. وعُرضت الحلقة لقاءات مع مواطنين، اشتكوا من دور الواسطة، مشيرين إلى أنها تبدأ من ولادة الطفل؛ حيث أصبحت عادة للمواطن التساؤل عن معرفة أحد في أي جهة يريد مراجعتها، ومن ليس لديه واسطة لا تُنجَز معاملته.

وعاد مسؤول هيئة مكافحة الفساد للحديث مؤكداً أن الهيئة تسعى لتطبيق استراتيجيتها، مشدداً على أنه - وفق توجيهات الملك - لا يُستثنى أحدٌ أمام الهيئة، ولا تُفرِّق بين موظف صغير وكبير.

بعد ذلك عاد الكاتب الدوسري للحديث، وطالب بالإطاحة بالرؤوس الكبيرة للفساد، مشيراً إلى أن الهيئة لم تُنشأ لمجرد إنشائها فقط، وعبَّر عن أمنيته بأن تطيح الهيئة بواحد من الذين عاثوا في الأرض فساداً، مستشهداً بما حدث في هيئة سوق المال عام 2006م قائلاً: "الناس دُمِّروا وأُدخلوا السجون؛ لا بد من إخراجهم ومحاكمة المتسببين"؛ واستغرب مسؤول مكافحة الفساد من كلام الكاتب قائلاً: "أرجو أن يُحترم دوري في الحديث"، موضحاً إن الهيئة تسعى؛ لتكون نموذجاً، وذلك من خلال قَسَم الموظفين والذمم المالية، وغيرها.

وقال العجلان: أي مواطن صاحب حق إذا لاحظ أن هناك محاولة للالتفاف على النظام عليه أن يشتكي للمسؤول لديه، ثم الأعلى منه، ومن ثَمَّ الهيئة.

وبيّن العجلان أن الهيئة تستقبل يومياً من 700 إلى 1000 بلاغ عن مشاريع متعثرة وبلاغات عن فساد وغيرها.

واستعرض البرنامج بعد ذلك أحكاماً قضائية صدرت على متهمين في قضايا فساد، منها أحكام بالسجن والجَلْد على موظف؛ أصدر تأشيرات لمصنع تاجر بالمخالفة للقانون، ورئيس شعبة استحقاقات زوَّر وأحدث وظائف لمعلمات وهميات، وصرف رواتبهن، كما صرف بدل التعيين لزوجته مرتَيْن.

ومن بين الأحكام التي تم استعراضها الحُكْم بالسجن 5 سنوات وغرامة 200 ألف ريال على موظف؛ طلب رشوة لإفراغ صك، وحُكْم آخر بالسجن 6 أشهر وغرامة ألفي ريال على ممرض؛ زوَّر تقارير طبية مقابل ألف ريال، وحُكْم بغرامة 10 آلاف ريال على رئيس هيئة نظر؛ طلب 200 ألف ريال لإنهاء بعض الإجراءات.

وقد عُرض في الحلقة مشاركات لمحامين ومشايخ، بينهم القاضي السابق في ديوان المظالم والمحامي حالياً الشيخ محمد الجذلاني، الذي حكى قصه عن أحد معارفه، الذي عُرضت عليه وظيفة، ومدير تعليم تردد في تسلمها، وبعد ذلك وقع في إحراجات مع الواسطات، بينها وساطة من والدته.

وقال: "جاء له في أحد الأيام أحد المشايخ المعروفين طالباً منه نقل ابنته، التي تعمل في إحدى المدارس البعيدة، وتم إفهامه بأن هناك طلبات للنقل من معلمات مضى لهن 5 سنوات قبل طلب ابنته، لكنه برَّر بأن ابنته ليس لديها مَنْ يوصلها؛ فحاول مدير التعليم أن يحرج ذلك الشيخ، وقال له (تفتيني؟)، فأجاب الشيخ بـ(أفتيك)!! لكنه رفض نقلها، واعتذر عن المنصب بعد عام نتيجة للإحراجات، ومع ذلك خرج والكل يندبه".

وفي الجزء الأخير من الحلقة عُرضت لقطات لمحاكمة متهم في قضية فساد، وظهر والأغلال مثبَّتة في رجليه ويديه، وأُدخل قاعة المحكمة لمحاكمته في تهمة تورَّط فيها وهو لا يعلم أنها جريمة.