الأحلام
هل حلمت الليلة الماضية؟ إذا كان هذا قد حدث، فإنه من المحتمل أن أحلامك كانت تدور حول حوادث جرت في اليوم السابق، ومن المحتمل أيضاً أنك قدر طرحتها جانباً، ثم أخذت ذاكرتك تستعيدها أثناء النوم.
ومنذ حوالي 4000 سنة، عندما حلم فرعون Pharaoh مصر كما ورد في القرآن الكريم إذ قال تعالى: { وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون} الآية 43 سورة يوسف. وكان اعتقاده في جدية الأحلام سبباً في ألا يترك هذا الحلم يمر مرور الكرام، ولم يكن ليهدأ باله إلا إذا تمكن من إيجاد تأويل كامل له.
وكلنا يذكر كيف استُدعي يوسف عليه السلام من سجن فرعون، وكيف فسر له الحلم بأن السبع بقرات السمان والسبع سنبلات الخضر، تعني سبع سنوات تزدهر خلالها المحاصيل في أرض مصر، والسبع بقرات العجاف التي أكلت السبع السمان، والسبع سنبلات اليابسات التي التهمت السبع الخضر، تدل على سبع سنوات تسود فيها المجاعة بعد ذلك.
وقد سُر فرعون أيما سرور بهذا التفسير، لدرجة أنه عين يوسف رئيساً لوزرائه، وحمله مسؤولية العمل على تخزين الاحتياطي اللازم من الغذاء من فائض محاصيل سنوات الازدهار، ليتغذى به المصريون في سنوات المجاعة.
غير أن قليلاً من الناس اليوم هم الذين يؤمنون بالأحلام، كما كان يؤمن بها فرعون مصر، بل إن قليلين أيضاً هم الذين يمكنهم الادعاء بأنهم يستطيعون تفسير الأحلام بإيحاء رباني كما فعل يوسف عليه السلام. ذلك أن الكثيرين يرون أن أحلامهم ما هي إلا أجزاء من الحوادث التي تمر بهم في حياتهم اليومية، وتستعيدها ذاكرتهم أثناء النوم.
هذا ويعتقد بعضهم أن الأحلام تنشأ عن أحاسيس تنتاب الشخص أثناء النوم فانحراف طرف الغطاء ووقوعه فوق رأس النائم مصادفة، قد يتحول في الحلم إلى موجة عالية تغمره وهو يستحم في البحر، وقد تتحول دقات الساعة الموضوعة إلى جانب الفراش إلى دقات مطارق. ومما يقال أن الأحلام التي من هذا النوع تأتي عادة في أعقاب عشاء دسم متأخر، كما أن هناك اعتقاداً بأن بعض أنواع الطعام، ولا سيما الجبن، تسبب مثل هذه الأحلام.
بعض الأحلام المشهورة:
ولو أن الأحلام التي ورد ذكرها في قصة يوسف عليه السلام تعتبر أفضل ما يروى في هذا المجال، إلا أن هناك أحلاماً أخرى كثيرة شهيرة، يمكن اعتبار بعضها واقعياً وبعضها الآخر خيالياً. ومن أمثلة الأحلام الواقعية، ذلك الحلم الذي رآه الكيميائي الألماني فردريك اوجست كيكولا F. August Kekule في الفترة التي كان يكتب فيها مؤلفه في الكيمياء.
ففي ذلك الوقت (1865)، كان كيكولا يشعر بالارتباك الشديد إزاء المعادلة الكيميائية لمادة البنزين، فهو وإن كان يعلم أن جزئ البنزين يشتمل على ست ذرات من الكربون، إلا أنه لم يتمكن من تصور تلك الهيئة التي كانت تتحد بها هذه الذرات.
وعندما شعر باليأس من اكتشاف تلك الهيئة، توقف عن الكتابة والتفكير، وأدنى مقعده من المدفأة، ولم تمض لحظات حتى غلبه النعاس. فرأى في الحلم ثعباناً يلتف حول نفسه مكوناً دائرة كاملة مقفلة، فأدرك فوراً أن ذرات الكربون التي في جزئ البنزين مرتبة بنفس الشكل، أي أنها عبارة عن ست ذرات متصلة بشكل حلقة. وبعد هذا الحادث ببضع سنوات، زار كيكولا لندن، وهناك رأى حلماً آخر أوحى إليه بالفكرة الأساسية في نظرية التكافؤ الكيميائي.
ولا بد أن سيارات أتوبيس لندن كانت في ذلك الوقت مريحة للغاية، إذ أن حلم كيكولا الثاني حدث أثناء ركوبه أحد تلك الأتوبيسات.
ليت عند الباب نهرا من العسل والسماء تمطر سحايسها ذهب والفرح ثوبا عسى مابه طسل والنسايم هبهبتها هب هب
والمزون اللي بحمله قد رسل
ورنة المطر شبيهات الشهب
|