قدر العاشقين

ولدنا وبيننا آلاف الأميال
بيننا غاباتٌ ووديان
بيننا بحارٌ وجبال
بيننا دماءٌ وأوطان

نزلنا من رحمين مختلفين
رضعنا من ثديين مختلفين
حبونا على رمال مختلفة
زرفنا دموعاً على مصائب مختلفة
وعندما كانت شمسي تهم بالشروق, كان قمرك في كبد السماء بدراً

إلى أن أتى ذاك اليوم الهزيل, الكسول بأحداثه
حاملاً لنا مع ذخات المطر, ورقةً صفراء ممزقة
كانت قد سقطت من أحد الكتب السماوية
وقد آخر الغيم وصولها

كتب عليها: بأننا عاشقين
وبأن قلوبنا ستنبض معاً حتى التعب كتوأمين

رميت الورقة بعد أن مزقتها, وتركت للرياح مهمة بعثرتها
فكيف لقلبي أن ينبض حتى التعب
وهو الذي لم ينبض يوماً إلا ليبقيني حياً
ومن تلك التي سأعشقها, وأنا الذي ندرت بأن لا أعشق سوى الكفن

لكن الأوراق الممزقة عادت وتجمعت
والمعجزة تحققت
احتضنت اليابسة البحار
وأصبحت آلاف الأميال بيننا, مجرد خطوات
فانزلقنا كقطرتي ندى على ساق زهرة
وتم اللقاء دون موعد

ومن دون لغة الحروف والكلمات, أصبحنا أسيرين
وبقيود القدر مكبلين, وبالحب محكومين

لما اختارنا الله دون سوانا
ولما رتب وخطط وغير وبدل
وصنع كل هذه المعجزات للقانا
لا أعرف

ما أعرفه, بأننا حقاً
أصبحنا عاشقين
ونبضت قلوبنا سوياً حتى توقفت, كتوأمين