
التفكير خارج الصندوق
مشكلتنا في التغير أو التغيير هو مدى
فهمنا بشكل أوسع لهذه العملية من ناحيتها النظرية والتطبيقية على مستوى الواقع الفردي والاجتماعي ، فالبعض منا يريد أن يتغير لذاته أو يغير لغيره مثلاً إلى الأفضل والأحسن وفي أي شأن من شؤون الحياة ، لكنه يظل في فهمه وتطبيقه لهذه النظرية داخل الصندوق ؟ ولا يفكر أبداً أن ينظر خارج الصندوق ولو لمجرد الاكتشاف أو المعرفة أو الفضول أحياناً ! فينظر إلى آلية التنفيذ من خلال محتوى ذلك الصندوق فقط وهذه هي عملية التعطيل لطاقات وقدرات الإنسان بل إهدارها أحياناً ؟ انظر مثلاً فيما مضى .. ذلك الرجل الذي اخترع آلة القطار التي تسير بالبخار أنى له فعل ذلك لولا أنه حاول التفكير خارج الصندوق حاول الخروج من التفكير السائد التقليدي إلى تفكير أدق وأعمق عبر طاقته العقلية والفكرية ومن خلال توظيفه الصحيح لهذه القدرات .

فكثير من الناس مثلاً عند صنعهم الطعام ووضعه على النار يشاهدون غطاء الإناء وهو يرتفع شيئاً فشيئاً نتيجة لضغط البخار المتصاعد ؟ ولكن أحداً لم يفكر لماذا يحدث ذلك ؟! وعندما فكر هذا الرجل خارج الصندوق استطاع أن يبتكر ويسخر هذه الظاهرة الطبيعية لخدمة البشرية ويخترع الآلة البخارية ؟!
هل فكر أحدنا أن يجعل حماراً له بدلاً من أكله الحشائش والأعشاب أن يجعله آكلاً للورود والزهور فقط ؟؟ هل فكرنا في إمكانية وفعل ذلك ؟ تأمل أخي القاري إنك بمجرد أن تنظر إلى هذا الكلام قد تستغرب وربما تبادر إلى ذهنك أن هذا نوع من العبث حماراً يأكل الزهور ؟؟!
وأقول عفواً أخي القاري الكريم دعني أقول إذا حصل لديك مثل هذا التفكير أنك ما زلت داخل الصندوق ؟!! أرجو ألا تغضب كثيراً .. وهذه هي مشكلتنا في التغير أو التغيير ؟؟ هل فكرت مثلاً وأنت تشاهد في سيرك للألعاب فيلاً ضخماً جدا وهو يقف على كرة صغيرة ويقوم بدحرجتها وربما لم تستطع أنت فعل ذلك ؟
أقول هل فكرت كيف استطاع فعل ذلك رغم حجمه وضخامته ؟! أم اكتفيت بمجرد الاستمتاع بالمشاهدة ؟ وعندما تحدث مشكلة ما فإننا سرعان ما نتذمر ونطلق الأحكام والتصورات وغيرها كرد فعل حول هذه المشكلة ؟ ولماذا ؟ لأننا نفكر داخل الصندوق فمجرد وجود المشكلة عندنا مشكلة ! ولم نفكر أبداً لماذا حدثت المشكلة ؟
فالمشكلة بحد ذاتها ليست مشكلة وإنما هي نتيجة لأسباب ومقدمات أوجدت هذه المشكلة فبدلاً من دراسة الأسباب ومعالجتها ننبهر وننشغل بالمشكلة نفسها فقط ؟! وأخيراً فإن طريقتنا في التفكير تحتاج إلى تفكير ومراجعة دائمة فكثير من طاقاتنا وإمكانياتنا الفكرية والمادية والإبداعية وغيرها تذهب سداً دون أن نستفيد منها لدنيانا وآخرتنا وكثيراً ما يصعب علينا معالجة بعض المشاكل والظواهر وغيرها ، نتيجة لأسلوب تفكيرنا وطريقة تحليلنا للأشياء والأمور .
وبنوع من البناء الفكري والاجتماعي السليم والذي يتلاءم مع شمولية الإسلام يمكن أن نغير من طريقة ونمط تفكيرنا السائد إلى مستوى راق يقود إلى السعادة والإبداع والإسهام في مجالات الحياة .
كاتب المقال{{ الشيخ / إدريس أبكر مجرشي }} وهو يعمل في فرع الرئاسة العامة للهيئات في منطقة جازان ' وقد نشر هذا المقال في مجلة الشقائق قبل سنوات ،