من يكفكف دمع هذه المسكينة

من يكفكف دمع (أم أحمد)?

عكاظ (جدة)

ما زالت أم أحمد تتذكر اللحظة الأخيرة التي شاهدت فيها ابنها الوحيد بين خمس بنات قبل ان يختفي في الزحام قبل حوالى شهرين من الآن.

كانت أم أحمد خارجة لتوها هي وزوجها فضل أحمد أبو الخير وابنها وبناتها الخمسة. تقول الأم المكلومة باختفاء ولدها الوحيد البالغ من العمر ثماني سنوات: كنا على مشارف فجر يوم السابع والعشرين من جمادى الأولى الماضي.. جلسنا مستندين أنا وزوجي إلى جدار الحرم وأحمد وشقيقاته يلعبون أمامنا.. كنا نراهم من بين أرجل المعتمرين.. نتابعهم بقلوبنا قبل عيوننا.. فجأة تزاحمت الأرجل.. انشغلت لبرهة بشقيقته الصغيرة التي كانت بين الحبو والمشي.. ثم عادت عيناي إليه.. لم أجده.. اختفى لا أعرف كيف.. لم نكن ندري انها الاختفاءة الأخيرة.. بحثنا ومع كل ثانية تمر يتزايد قلقنا والهلع.. ومر شهران وما زال مشهد لحظة ما قبل اختفاء أحمد عالقة بأهدابي أنام وأصحو عليها.وتأخذ أم أحمد نوبة من البكاء الدامي.. ليكمل والده (سمكري السيارات) , شهران جبت فيهما كل حارات وأزقة مكة.. وخلف كل منحنى أو جدار يتجدد الأمل في أن أرى وحيدي أحمد.. شهران لا أذهب لعملي.. كيف أعمل وأنا لا أعرف مصيره.. هل هو حي يرزق لأواصل البحث, أم ميت فأترحم عليه وأترك للأيام مهمة السلوى وكفكفة دموع أمه وشقيقاته.. أنا مستعد لدفع كل ما أملك لمن يدلني على وحيدي.

وتوقفت لغة الكلام أمام سيل الدموع بانتظار اتصال من يمتلك معلومة تحيي الأمل في نفوس أسرة فقدت وحيدها على هاتف (عكاظ) أو هاتف والد أحمد (0567405355).